الكشف عن لوحة موزاييك نادرة عمرها 1800 سنة

وجدت في منطقة اليرموك جنوب سورية

تمكنت أخيراً العديد من البعثات الأثرية والمنقبين العاملين في مواقع تاريخية سورية، من الكشف عن المزيد من لوحات الموزاييك الأثرية التي تعود لآلاف السنين، وكانت تزين أرضيات وواجهات وجدران الأماكن الدينية وقصور الملوك والأمراء. وفي هذا المجال أعلنت المنقبة الأثرية الدكتورة وداد خوري التي ترأست بعثة أثرية وطنية عملت في منطقة اليرموك بحوران جنوب سورية في محاضرة ألقتها أخيراً في دمشق، عن اكتشاف لوحات موزاييك تعود للعهد البيزنطي في منطقة شمال اليرموك (اليرموك السوري) وهذه اللوحات كانت تزين مبنى كنيسة مع دير في منطقة حيت بحوران، حيث اكتشفت بقايا الكنيسة والدير تزين أرضيتها هذه اللوحات، التي تناولت رسومات لمشاهد طيور وأسماك وخراف متقابلة وموضوعات هندسية عديدة. وفي مذبح الكنيسة تم اكتشاف لوحة تضم جرة مركزية برزت منها رسمة كرمة تضم 12غصناً تلتف بشكل دائرة، وتحتوي كل من هذه الدوائر على رسم لعصفور يختلف عن الآخر، وفي جزء من الصالة الرئيسية تم اكتشف لوحات موزاييك رسمت عليها شخصيات جميلة، وأهمها راع يحمل عصاه، ولوحة لقناع لا يوجد مثيل لها في مكتشفات الموزاييك السوري، وكذلك تم العثور على خمس كتابات موزعة ما بين الصالة والمذبح، تشير إلى أسماء القائمين على المبنى ومقدمي الأرضية واللوحات، وكذلك اسم النبي الياس، الذي يدل على أنه راعي هذه الكنيسة، وأضافت الدكتورة خوري قائلة، إن هذه الرسومات المكتشفة على لوحات الموزاييك، تشابه رسومات وجدت على أرضيات أهم الكنائس المعروفة في منطقة جرش بالأردن، وفي بيسان ومأدبة، وبالتالي فإن الموزاييك المكتشف هنا ينتمي إلى مدرسة جنوب سورية وليس إلى مدرسة موزاييك حلب المعروفة تاريخياً.

أما في حلب شمال سورية، فقد عثرت بعثة أثرية عملت في موقع الغندورية، على ضفة نهر الفرات اليمنى بالقرب من منطقة جرابلس شمال مدينة حلب على دير قنسرة، واكتشفت لوحة تمثل جزءاً من دير سريان مصنوعة من الموزاييك، ضمن مساحة 50 متراً مربعاً، وتحمل اللوحة في مضامينها الكثير من الدلالات الثقافية والدينية، ومنجزة بتقنية فنية عالية. أما في منطقة معرة النعمان بالقرب من مدينة إدلب شمال سورية، فقد عثرت دائرة آثار معرة النعمان في قرية أرنيبة على أرضية من الفسيفساء، تعود للعهد البيزنطي وللقرن الخامس الميلادي.

 منقول من جريدة الشرق الاوسط